لقد كانت تلك اللحظة التي نطق بها الزوج طالق معلناً بذلك هدم الحياة الزوجية بينكما، لقد كانت لحظة عصيبة، وكانت جالبة للهموم والأحزان، ولكن الأمر وقع وانتهى فهل من مخرج وأين المرشد والمنقذ؟!.
1= الحمد لله على كل حال، هي كلمة جميلة ولكنها ثقيلة على الكثيرين إلا على من رضيت بالله رباً وامتلأ قلبها حباً وانقياداً وتسليماً لمولاها عز وجل، قال تعالى: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} [التغابن:11].
2= أختاه {لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ} [النور:11] يا أمنا {فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} [النساء:19].
إنها آيات تبعث في النفس الرضا والطمأنينة وتكسب القلب الهدوء والسكون.
إن من المتقرر في عقيدة أهل السنة والجماعة أن الله تعالى لا يقدر شراً محضاً بل كل قدره خير، كما قال صلى الله عليه وسلم: «والشر ليس إليك» صحيح أبي داود للألباني: 760.
فكل أقدار الله وإن كان في بعضها ألم ومصائب ولكن الله قدرها لمصالح أخرى قد لا ندرك غاياتها.
3= إذا كان سبب الطلاق منكِ فيجب أن تحاسبي نفسك في خلوة مع النفس، ثم تقرري الإعتذار إلى الزوج، ثم طلب الرجوع إلى الحياة معه مع وعد بدوام الحب ومراعاة الأحوال.
4= إذا كان سبب الطلاق من جهته لسوء خلقه أو ضعف دينه أو غير ذلك من الأسباب المادية أو الإجتماعية فنقول: هل يمكن إصلاح الخلل وإحلال الأصلح مكانه؟!.
فإن أمكن ذلك فالحمد لله، عودي إليه وكوني صابرة محتسبة لعل الله يغير الحال ويبدل الأخطاء إلى حسنات.
وأما إذا كانت الحالة تزداد سوءاً والأمر تجاوز الحد والقارورة قد إنكسرت، فهنا نقول: لا تعودي، وأبشري بكل خير.
5= إذا كان الزوج غير مؤهل لرعاية الأبناء فيجب أن تفكري جيداً في ضم الأبناء لك بالتنسيق مع أحد القضاة ليقف معك.
6= إذا كانت الحالة الأسرية لديك لا تناسب أن تضمي الأبناء لديك لنقص المال، أو وفاة الوالد، أو لإنحراف الإخوان، فليكن الأبناء مع والدهم إذا كان يجيد العناية بهم.
7= لا مانع أن تقبلي بزوج آخر له زوجة أو زوجتان، لأن البقاء في ظل رجل خير من البقاء في رحمة أم أو إخوة، قد يتغير الزمان عليهم أو يموتوا وتبقين لا عائل لك.
8= إذا كنت تعرفين بعض الدعاة أو طلاب العلم الأتقياء فإعرضي عليهم الزواج منك، لعل ذلك يفتح لك أبواباً حسنة.
9= الفترة التي تأتي بعد الطلاق هي فترة صعبة جداً وتحيط بها الأحزان والضغوط النفسية، فأوصيك بدوام الدعاء وتقوية الصلة بالله تعالى وعمارة الوقت بالنافع من قراءة أو إنضمام لحلقات التحفيظ النسائية ونحو ذلك، لأن الفراغ يفتح ملف الماضي ويملأ النفس بالهموم.
10= لا تلتفتي إلى كلام الناس ووصفهم لك بالجهل والنقص بسبب وقوع الطلاق عليك، فهم لا يدركون القضية ولا يعرفون أبعاد الموضوع.
11= جميل بك أن تستشيري من تثقين به وبجودة عقله قبل الإقدام على الطلاق وبعده، لعله ينير بصيرتك بما يخفي عليك، وطلب الشورى ليس عيب، وقد أمر الرب نبيه {وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ} [آل عمران:159].
12= لا شك أن الطلاق كارثة ومصيبة ولكن بما أنه قد وقع فيجب الإستيقاظ والإنتباه وإدراك ما بقي من العمر، وكوني حسنة الظن بربك وتعاملي بحكمة مع هذا البلاء وليكن درساً كبيراً في حياتك.
إشراقة: يا رب أنا أحبك أنت وحدك.
المصدر: موقع الشيخ سلطان العمري.